شمال الباطنه، صحم، الحويل الجديده، خلف مدرسه صحم للبنات

blog

كتاب أيام عمانية شرفة جديدة تشع مجدا

     

فـي أَبْرَز مشَاهد كِتَاب (أَيَامٌ عُمَانِيَّة) يُجَسِّدُ الدكتور محَمَّد المعمري شغفه بتاريخ عُمان المجيد من خلال حكاية الجد والتي يقدمها بأسلوب قصصي, يسرد فيه قصص الأيام العمانية والشواهد التي تعكس أمجاد العمانيين وما حققوه خلال مسيرة الإمبراطورية العمانية من أمجادٍ وإنجازات.

ويُحسب للكاتب في هذه الكتاب تحديداً دمج السرد التاريخي بالنطق الشفهي, وهذا ما جعل الناشئة يتلقون المعلومة بروح الحكاية في جو من الحماس والحيوية والتفاعل مع القصص.

حيث نقرأ في الصفحة (9 ) من الكتاب: "تشتهر عمان بسواحلها الممتدة.... وقد حكم عمان أحد السلاطين العظماء واسمه السيد سعيد بن سلطان ..."

هنا جاءت اللغة واضحة, قوية, لكنها غير معقدة, ووفّق الكاتب في تقديم معلومات تاريخية دقيقة مثل فترة حكم السلطان السيد سعيد و نشاط بناء السفن واتساع القوة البحرية, بأسلوب يغرس في ذهن الناشيء الفخر والانتماء دون مبالغة أو تعقيد. كما استخدم عبارات تشد الانتباه مثل:" ثاني أكبر أسطول بحري في منطقة الخليج العربي والمحيط الهندي بعد الأسطول البريطاني".

وهي مقارنة في قمة الذكاء الكتابي تعزز عظمة الدور العماني وتوسع أفق القارئ لفهم بلاده تاريخيًا.

ومن أجمل ما يميز كتاب " أَيَامٌ عُمَانِيَّة " تلك الصفحات التي حكت قصة السفينة (سلطانة) والتي وضع لها عنوان(عماني في أمريكا) التي كانت فخر الأسطول العماني, حيث أبدع الكاتب في إضفاء الطابع الدرامي والبطولي على الحدث, فنراه حوّل الرحلة البحرية إلى ملحمة وطنية, بدءًا من تزود السفينة بالمؤن في ميناء مسقط حتى انطلاقها عبر المحيطات في رحلة نادرة وفريدة, هذا ما نقرأه في الصفحة (14) من الكتاب.

في فصل جديد من (أَيَامٌ عُمَانِيَّة) ننتقل مع الكاتب إلى قصة تحرير قلعة ممباسا من يد البرتغاليين, حيث أبدع الدكتور محمد المعمري في تقديم التاريخ بصيغة سردية تجعل القارئ الصغير يشعر وكأنه يعيش الحدث بنفسه.

في الصفحات الظاهرة نرى الحفيد وقد اقترح على جده رحلة سفاري إلى كينيا ليربط الماضي بالحاضر, ويمتد الحديث بسلاسة من الطبيعة إلى التاريخ و من الصور إلى الأسئلة ومن الذكريات إلى قصة التحرير العمانية المجيدة.

أما في المشهد الوجداني, يقول الحفيد:" تُرى, ما العلاقة بين سلطنة عمان و ممباسا؟ هنا يظهر دور الجد ..حيث يبدأ بسرد قصة الغزو البرتغالي لعمان, ثم انتصار الإمام سلطان اليعربي عام 1650م.

الكاتب هنا لا يقدم سردًا جامدًا, بل يرسم لوحة من البطولة والشجاعة والحكمة, ويستخدم الحوارات لإحياء المشهد التاريخي. فقد تميز بلغة بسيطة لكنها قوية, وحوار واقعي قريب من الطفل.

لقد وفّق الدكتور محمد المعمري في كتابه هذا بــما كتبه من مجدٍ عمانيٍّ للتاريخ, وعلمنا كيف يمكن أن نغرس الوطنية في قلب طفل ... بحكاية؟

ونأمل أن يتبع هذا الكتاب بجزء ثانٍ يواصل سرد (أَيَامٌ عُمَانِيَّة) أخرى ..

 

 

 

أ‌/	مايدة بنت عيسى البلوشية
أ‌/ مايدة بنت عيسى البلوشية

كاتبة محتوي ومعلمة رياض أطفال

معلمة رياض أطفال متخصصة في صعوبات التعلم والتفكير الإبداعي، تجمع بين الخبرة العملية والشغف بتطوير قدرات الأطفال. تتميز بقدرتها الاستثنائية على تحبيب الأطفال في القراءة وتحويل التعلم إلى تجربة ممتعة ومثيرة.

عن غراس

تقديم الخدمات المتخصصة في مجال القرآن والقراءة والقيم والقيادة لتحقيق السعادة والنجاح للطفولة، بأحدث الطرق والأساليب التربوية الحديثة على يد مجموعة من الكوادر العمانية المدربة.