شمال الباطنه، صحم، الحويل الجديده، خلف مدرسه صحم للبنات

blog

▪ عرفت موريتانيا أو بلاد شنقيط بعلمائها الذين تلقوا العلوم وحفظوا القرآن والمتون وبرزوا فيها، بل أن حفظهم للنصوص وسرعة استحضارها جعل العلماء يتعجبون من صنعهم حتى صارت قصصهم مع الحفظ يراها البعض تشبه الأساطير.

▪ فقد قرأت عنهم من القصص ما يجعلني أقف عاجزا عن الوصف، ولكني على يقين أن صفاء الذهن وتوجيه الهدف والتركيز عليه يحقق المعجزات.

▪ فلا تتعجب أن قيل لك أن هناك موريتانيًا يحفظ لسان العرب لابن منظور كاملاً، أو قيل لك أن قبيلة بكاملها تحفظ مدونة الإمام مالك، أو أن ثلاثمائة جارية يحفظن موطأ الإمام مالك.

▪ الرواية المعتمدة في قراءة القرآن في موريتانيا هي رواية (ورش) حالها كحال جاراتها من دول المغرب الغربي.

▪ المدارس القرآنية في موريتانيا تسمى المحاظر، ويستخدم فيها الطالب اللوح الخشبي لكتابة الآيات. وقد دخلت حديثًا رياض الأطفال بهدف القضاء على الأمية في البلاد حيث تقدرها الأسيسكو والأليسكو بحوالي 42% أو نصف السكان.

▪ أول ما يبدأ به الطفل في المحاظر هو حفظ شكل الحروف العربية وطريقة نطقها، وهذه تشبه القاعدة النورانية أو نور البيان المصرية.

▪ القرآن 60 حزبًا، وكل حزب به ثمانية أثمان، فيعتبر كل ثمن درسًا ليحفظه في اليوم، ويبدأ الطالب بالفاتحة ثم ينتقل إلى الثمن الأخير في جزء عم لسهولة حفظ قصار السور.

▪ يستخدم الشناقطة اللوح بدلًا من الدفتر، يكتب عليه الطالب دروس الحفظ من الآيات، ومن ثم يقوم بمسحه بالماء ويوضع في مكان طاهر لأن فيه آيات قرآنية ليعود لكتابة الدرس القادم، وقد يكتب في اللوح أكثر من درس، وهذا مما يلفت النظر، وهذا ذكرني بصغر الخط ووضوحه عندهم.

▪ تتخذ الألواح أشكالًا متعددة في المحاظر، ويهتم الاهتمام بها، وهي تعامل كالمصحف فلا يجوز إخطائها أو الجلوس عليها وتعامل بقدسية.

▪ المحبرة التي يوضع فيها الحبر تسمى الدواية، وهي مصنوعة عادة من الحجر، أما الحبر فهو يُصنع من خلط الصمغ العربي والفحم بطحنهما وخلطهما بالماء، أما القلم فيصنع من فروع الأشجار.

▪ (من نوادر نساء الشناقطة في قوة الحفظ ما حدّث به العلاّمة محمد سالم بن عبد الودود أن أمه مريم بنت اللاّعمة كانت تحفظ القامــوس، وقد استوعبته بطريقة غريبة، حيث كان والدها يرسلها من حين لآخر إلى خيمة أحد علماء الحي تنظر له معنى كلمة في القاموس ـ وكان هذا العالم ضاناً بنسخته لا يعيرها ـ فكانت البنت تحفظ معنى الكلمة وتعود بها إلى والدها وهكذا حتى حفظت مادة القاموس كلها).

▪ تعتمد الطريقة الموريتانية في الحفظ على عدد من المرتكزات لخصها حسن القحطاني في الآتي:

✅ اليوم الأول:
تبدأ في اليوم الأول في الجلسة الأولى (مثلاً بعد الفجر) بقراءة الوجه الأول (الأفضل أن يكون على قارئ) وتكرر قراءة هذا الوجه حسب استطاعتك مثلاً ثلاثين مرة من المصحف، فإذا رأيت أنك بدأت تحفظها فقلل النظر في المصحف، ثم في الجلسة الثانية تكرر أيضًا من المصحف وغيبًا إن استطعت، وكذلك في الجلسة الثالثة هنا تكون قد انتهى اليوم الأول وقد كررت الوجه الأول حوالي تسعين مرةً أو أكثر أو أقل حسب الهمة وستجد نفسك قد حفظت الوجه بشكلٍ لا بأس به.

✅ اليوم الثاني:
تكرر الوجه الأول الذي أخذته بالأمس وقد تنقص عدد التكرار في هذا الوجه إلى عشرين تكراراً في كل جلسة وتضيف وجهاً جديداً وتكرره كما فعلت بالأمس ثلاثين تكراراً لثلاث جلسات. لاحظ أنه أصبح لديك في اليوم الثاني وجهان وجه قديم ووجه جديد.

✅ اليوم الثالث:
تكرر الوجه الأول والثاني وتضيف وجهاً جديداً ولثلاث جلسات أيضًا. الآن أصبح عندك ثلاثة أوجه تكررها لثلاث جلسات.

✅ اليوم الرابع:
تكرر الأوجه الثلاثة القديمة وتضيف وجهاً جديداً. في نهاية اليوم الرابع يكون عندك أربعة أوجه.

✅ اليوم الخامس:
تحذف الوجه الأول وتكرر الأوجه الثلاثة وتضيف وجهاً جديداً. الآن أصبح عندنا أربعة أوجه يومياً ثلاثة قديمة وواحد جديد وفي كل يوم نحذف أقدم وجه ونأتي بوجه جديد.

✅ اليوم السادس والسابع:
ونستمر على هذه الطريقة فيصبح عندنا يومياً أربعة أوجه ثلاثة قديمة وواحد جديد وفي كل يوم نحذف الوجه القديم ونأتي بجديد وهكذا.

▪ ستجد نفسك قد كررت كل وجه أربعة أيام متتالية قبل حذفه، وبعد تكرار الوجه الواحد لأربعة أيام متتالية في كل يوم ثلاث جلسات تكون قد حفظت الوجه بشكل جيد جداً إن لم نقل متقن، بهذه الطريقة نحفظ جزءًا واحداً في الشهر والقرآن كاملاً في ثلاثين شهراً.) أه.

ولعل التكرار هو أهم ما يميز الطريقة الموريتانية، ولكن التكرار الزائد قد يولد الملل. وعموماً كل طريقة لها إيجابياتها وسلبياتها، وأنت سيد نفسك متى رأيت تم المراد بإتقان توقفت عن التكرار.
رزقنا وإياك حفظ كتابه.

💟 آخر همسة...
عند الشناقطة يعتبرون أن الأب المقصر مع ابنه هو من بلغ ولده سن الرشد ولم يحفظه القرآن كاملاً، فلا تقصر مع أطفالك وتدارك السنوات الجميلة في حياتهم بتحفيظهم القرآن.
-------------------------
جمعها: محمد بن عامر المعمري.

blog
د محمد بن عامر المهمري

كاتب وباحث تربوي

رئيس مجلس إدارة مؤسسة غراس التعليمية - كاتب وباحث تربوي بمجال الطفولة - باحث دكتوراه - ماجستير تربية حول فاعلية القصة في غرس القيم في قلوب الأطفال - صدر له حتى الآن (6) كتب وقصص للأطفال.

عن غراس

تقديم الخدمات المتخصصة في مجال القرآن والقراءة والقيم والقيادة لتحقيق السعادة والنجاح للطفولة، بأحدث الطرق والأساليب التربوية الحديثة على يد مجموعة من الكوادر العمانية المدربة.