شمال الباطنه، صحم، الحويل الجديده، خلف مدرسه صحم للبنات

blog

معلم القراءة بالقرآن للأطفال.

💢 يتساءل بعض المربين: لماذا يتخرج الطالب من الجامعة وقبلها من المدرسة وهو لم يختم قراءة القرآن كاملاً على الرغم أنه دستور المسلمين؟
وكل القائمين على التربية في البلاد العربية لديهم من المبررات ما تجعلك تتمنى أنه لم يطرح السؤال.

💢 لا يزال الاهتمام بالقرآن الكريم في بعض مجتمعاتنا يحتاج من ينتشله من التنظير إلى التطبيق، فما أكثر البرامج والرؤى بل وما أكثر الكلام لكنه لا يقدم ثمرة على الأرض في عقول أطفالنا.

💢 إن مسألة تعليم الطفل قراءة القرآن يجب أن تنشأ مع الطفل منذ ثلاث سنوات مع بداية تعليمه القراءة فقراءة كلمات القرآن والاستعانة بها تزيد من حصيلة الطفل اللغوية الصحيحة، فلغة القرآن هي لغة الطفل.

💢 هناك الكثير من المناهج الخاصة بتعليم الطفولة، وكل منهج كانت له رؤية معينة انطلق منها وفق نظرية تربوية طبقت على الطفولة في دولة ما سواء كانت عربية أو أجنبية.


💢 والمسلمون كان لهم قواعدهم الخاصة التي نشأت وفق قراءة معينة للواقع التعليمي في بعض الأماكن. فجاءت القاعدة البغدادية ومن ثم القاعدة النورانية لمحمد نور حقاني الهندي ومن ثم قاعدة نور البيان لطارق السعد المصري.

💢 كان الكل يحاول أن ينطلق من كلمات القرآن لتعليم القراءة للطفولة، فكانت الثمرة كما أرادوا، أتقن الأطفال القراءة في فترة بسيطة فانطلقوا يقرأون القرآن ويرتلونه بأصواتهم الندية ليخبروا العالم أننا أمة إقرأ.

💢 والتساؤل الذي أسأله نفسي دائماً: لماذا الضعف اللغوي يتركز في بيئتنا؟

وبعد سنوات من الإشراف والمتابعة لحياة الأطفال مع القراءة في الحلقة الأولى، أيقنت أن تأخير تعليم الطفل للقراءة هو أحد أسباب الضعف اللغوي في مجتمعاتنا، وأن مرحلة رياض الأطفال هي البداية لمشروع القراءة مع الطفل.

💢 إن معلمة الصف الأول تعاني من الفروق الفردية مع أطفالها من أول يوم دراسي، فطالب قد التحق بمركز تعليمي أخرجته، حافظ لحروف الهجاء مميز لها ويقرأ بعض الكلمات وقد وصل لتركيب الجمل، بينما في نفس الصف سبعة طلاب لا يفرقون بين (خ) و(ج) أو بين (س) و(ش).

💢 إننا نريد لأطفالنا أن تكون القراءة هي المهارة الأساسية التي يمتلكها الطفل عند تخرجه من رياض الأطفال، ولن يتأتى لنا ذلك إلا بالتركيز على القرآن الكريم وكلماته في الأمثلة والأنشطة المستخدمة في تعليم الحروف.

💢 تعليم الأطفال للحروف والتي هي مفتاح القراءة أصبح يحتاج منا أسلوباً مميزاً في عصر السرعة والتقنية، أما تقسيم الحروف لتسعة أشهر فهي نظرية، لكن التطبيق قد يصلح لبيئة معينة وقد لا يصلح لبيئة أخرى. لذلك بدأنا في غراس بصناعة قاعدة غراس للهجاء لنطبقها العام القادم لأطفال غراس، استفدنا ممن سبقنا وربطناها بكلمات القرآن وأمثلة لكلمات موجودة في بيئة الطفل من حوله، فليس من المقبول أن نأتي لحرف الكاف مثلاً ونقول للطفل (كنغر) وهو لا يتوفر في بيئته المحيطة.

💢 إن مسك الطفل للمصحف وهو في بداية الثلاث سنوات، وعلى الرغم من تخوف البعض من أن الطفل قد يمزق المصحف، فإنني أرى الفائدة التربوية في ذلك أعظم. فوضع الطفل إصبعه على كلمة من قصار السور تتخزن صورة الكلمة في عقل الطفل فيستطيع أن ينطقها كلما رآها، أما الحفاظ على المصحف فهذه ثقافة يغرسها الأب والأم والمعلمة في نفس الطفل من بداية العمر ليفرق بين الكتاب والدفتر والمصحف.

💢 شاهدت أطفالاً يدخلون المدرسة وهم يحفظون أربعة أجزاء ويقرأون القرآن من أي مكان في المصحف، فقلت: إن كان هؤلاء استطاعوا، فلماذا أطفالنا لا يستطيعون؟

🔵 أيها الأب وأيتها الأم..
أطفالك هم غراسك، فاسقهم بالقرآن فإن القرآن لن يضيعهم.

 

blog
د محمد بن عامر المهمري

كاتب وباحث تربوي

رئيس مجلس إدارة مؤسسة غراس التعليمية - كاتب وباحث تربوي بمجال الطفولة - باحث دكتوراه - ماجستير تربية حول فاعلية القصة في غرس القيم في قلوب الأطفال - صدر له حتى الآن (6) كتب وقصص للأطفال.

عن غراس

تقديم الخدمات المتخصصة في مجال القرآن والقراءة والقيم والقيادة لتحقيق السعادة والنجاح للطفولة، بأحدث الطرق والأساليب التربوية الحديثة على يد مجموعة من الكوادر العمانية المدربة.